Loader

تقرير عن صلاة الجمعة في مركز الثقافة الاسلامية في فرانكفورت بتاريخ 24.12.2021

[Antwort auf سيد محمد حسن مخبر]
باسمه تعالى
أفاد قسم الإعلام في مركز الثقافة الاسلامية بفرانكفورت بأن صلاة الجمعة أقيمت هذا الأسبوع المصادف 24.12.2021 ضمن الالتزام بالتعليمات الصحية الجديدة وبحضور جمع من المصلين وبإمامة حجة الاسلام والمسلمين د. الشيخ حيدر الساعدي.
تحدّث في الخطبة الاولى عن العوامل المساعدة على الصبر، وبيّن أن المعرفة واحدة من الأمور المساعدة على ذلك، وطرح سؤالاً لماذا لا يصبر الانسان في كثير من الاحيان؟ فمثلا لماذا تصدر ردة فعل غير مناسبة حينما نرى تصرفاً غير مناسب من الآخرين؟ وقال في جواب ذلك: في الواقع يفقد الانسان صبره في بعض الحالات لأنه لا يعلم ملابساتها، أو لم يفهم الأمر كما هو، وإذا عرف مجريات الامور بصورة صحيحة تتغيّر طريقة ردة فعله بالتأكيد. لذا يعلمنا القرآن الكريم قاعدة مهمة تقول: كَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ( الكهف:68 ).
وأضاف: لا يستطيع الانسان أن يصبر إذا لم يعرف الاسباب وراء العراقيل التي تحيط به. فالقرآن الكريم هنا يتحدّث عن علاقة بين فهم مجريات الامور والصبر. حينما تتضح الرؤية لنا نستطيع تفسير الامور التي تحدث أمامنا وبالتالي تطمئن النفس وتحصل حالة الصبر. والنتيجة التي نصل إليها من خلال هذا المقطع القرآني هي السعي لفهم الامر قبل أن تصدر منا ردة فعل، وبتعبير أوضح السعي لمعرفة الامر الذي ينبغي الصبر فيه والسعي لمعرفة أسباب عدم وصولنا إلى أهدافنا، وإذا تحقق ذلك تحصل لدينا روح المقاومة للظروف التي تحيط بنا وتقوى فينا روح السعي للوصول للاهداف المشروعة، وهذا هو معنى الصبر.
وفي نهاية الخطبة الأولى أشار إلى عامل آخر مساعد على الصبر وقال: الامر الآخر المهم المساعد على الصبر هو مسألة التصبّر، والتصبّر تدريب النفس على الصبر، وبتعبير أوضح تعويد النفس على التعامل مع الامور بحالة من التريث. لذلك جاء في روايات النبي الاعظم واهل البيت تأكيد كبير على هذا الامر، فعن الإمام علي (ع): أفضل الصبر التصبّر. وفي رواية أخرى: عود نفسك التصبر على المكروه، فنعم الخلق الصبر.
وبعد التوصية بالتقوى والعلاقة المتينة المستمرّة بالله تعالى، قال مسؤول القسم العربي في مركز الثقافة الاسلامية بفرانكفورت في الخطبة الثانية: كل انسان يبحث عن راحة البال والهدوء النفسي، و القرآن الكريم يبيّن الحصول على ذلك من خلال حسن العلاقة بالله تعالى كما نقرأ ذلك في الآية الثانية من سورة محمد حيث يقول: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ. فالآية هنا تجعل راحة البال واحدة من نتائج الايمان والعمل الصالح وهو تعبير آخر عن حسن العلاقة بالله تعالى.
وفي جزء آخر من الخطبة الثانية أشار خطيب جمعة فرانكفورت هذا الاسبوع إلى ذكرى ولادة النبي عيسى (ع) وهنأ مسيحيي العالم بهذه المناسبة، وقال: يعتبر الاسلام نفسه الامتداد الصحيح لطريق الانبياء السابقين و القرآن الكريم يصّرح بذلك ويقول: شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَٱلَّذِى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ.
و يقدّم القرآن الكريم صورة رائعة عن الانبياء السابقين في آيات متعددة، وأيضاً صورة مشرقة مليئة بالكمالات الانسانية عن السيدة مريم أم النبي عيسى(ع) في الآية 42 من سورة آل عمران: يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ.
وفي الجزء الأخير من الخطبة الأولى أكد حجة الاسلام الشيخ الساعدي على تعاليم القرآن الكريم في الجانب الاجتماعي وقال: دعا الاسلام إلى التعايش السلمي بين اتباع الشرائع السماوية والاحترام المتبادل، وهذا واضح من سيرة النبي الاعظم وأهل البيت وصريح آيات القرآن الكريم، كما نقرأ ذلك في الآية 64 من سورة آل عمران حيث يقول تعالى: قلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ.

No Comments

Post A Comment