Loader

تقرير عن صلاة الجمعة في مركز الثقافة الاسلامية في فرانكفورت بتاريخ 15.10.2021

باسمه تعالى
أفاد القسم الإعلامي في مركز الثقافة الاسلامية في فرانكفورت بأن صلاة الجمعة أقيمت هذا الأسبوع المصادف 15.10.2021 في قاعة الاجتماعات، بإمامة الشيخ محمود خليل زادة، وضمن الالتزام بالارشادات الصحية.
استمرّ سماحته في الخطبة الأولى بإكمال موضوع إثبات وجود الله في القرآن الكريم، وأشار إلى برهان النظم بصفته أسهل البراهين الموجودة في القرآن الكريم، وقال: هذا البرهان في الوقت الذي هو سهل يفهمه عامة الناس. وفي توضيح هذا البرهان أضاف: يتحدّث القرآن الكريم عن الموجودات بعنوان «آیات» بمعنى الدلائل، وخلاصة برهان النظم هو أن النظام ونظم الأشياء الموجودة دليل على وجود قوة منظّمة لها. يستفيد هذا البرهان من عالم الطبيعة للوصول إلى الله تعالى، ويُعتبر أكثر سهولة من بقية براهين إثبات وجود الله، لأن لعالم الطبيعة نظام وهيكلية يمكن أن يفهمها الجميع ولا يحتاج إلى علوم تخصصية وفلسفية.
وأشار الشيخ محمود خليل زادة في جزء آخر من هذه الخطبة: يوجد لهذا البرهان مؤيدون كثيرون بالقياس للبراهين الأُخرى، وقال: تدعوا الآيات 164 من سورة البقرة والآية 3 من سورة الملك إلى التأمل في نظام الخلق وأسرار الطبيعة. وتدل تلك الآيات على وجود نظام متصل ومنسجم حتى أن جزءاً صغيراً يلعب دوراً كبيراً في نظام الطبيعة. وأوضحت الاكتشافات العلمية على وجود هذا النظام بشكل أكبر، مثل تأثير النجوم على الموجودات التي تعيش على الأرض.
وبيّن أن أساس برهان النظم يقوم على أصل العلية، وأضاف: الحياة على الأرض هي نتيجة وجود ظروف كثيرة وعوامل متعددة تعاضدت فيما بينها كي تبقى الحياة الحالية لعالم الطبيعة تسير وفق نظام خاص، بحيث لو لم يوجد واحد من تلك العوامل والظروف لقضى عدم النظم والفساد على عالم الوجود، وهذه الظروف والعوامل بقدر من الكثرة لدرجة تصل احتمالية الصدفة إلى حد الصفر. فمع الأخذ بقاعدة كل ظاهرة تحتاج إلى موجد، وأن النظم بحد ذاته ظاهرة أيضاً فلابد من وجود مبدع لها ولنظامها الذي تعمل على أساسه. مضافاً إلى أن النظم الموجود في عالم الوجود والترابط بين الموجودات يدل على مدبّر وخالق وهو الله تعالى.
وبعد التوصية بالتقوى أشار إمام ومدير مركز الثقافة الاسلامية بفرانكفورت في الخطبة الثانية إلى الأحداث الإرهابية الأخيرة المؤسفة في أفغانستان كالتفجير الارهابي في مسجد منطقة خان آباد في قندوز والتفجير الارهابي الذي حدث اليوم في مسجد شيعي في مدينة قندهار، وقال: كما تعلمون فقد أودت هذه الأعمال الارهابية بحياة أكثر من مئة انسان متدين اثناء إقامة الصلاة، وجرح عدد كبير، الأمر الذي آلمنا وآلم كل حرّ في العالم. هؤلاء الشهداء ضحية الجهل والتطرف الذي لا يمت إلى الاسلام بصلة. وبهذه المناسبة نعزي شعب افغانستان المظلوم وجميع الاحرار، آملاً ان يسعى جميع الناس إلى كسب المعلومات الصحيحة، وينعم الجميع بالتعايش السلمي والانساني.
وأشار خطيب جمعة فرانكفورت في جزء آخر من الخطبة الثانية إلى اهمية الاجتناب عن المعصية والذنب وقال: كل الذنوب أمام الله تعالى هي ذنوب كبيرة، فكل ذنب امام الكبير كبير، وبما أن الله تعالى أكبر من كل شيء وأعظم من كل شيء فكل الذنوب في ساحته كبيرة. كما يقول الامام علي (ع): أَشَدُّ الذُّنُوبِ، مَا اسْتَخَفَّ بِهَا صَاحِبُهُ به، وعن النبي الأعظم (ص): لاَ تُحَقِّرُوا شَيْئاً مِنَ الشَّرِّ وَإِنْ صَغُرَ فِى أَعْيُنِكُمْ. وإذا لم يهتم الانسان بالاجتناب عن الذنب يكرره وتتراكم ذنوبه فيصبح ذلك كبيراً كما ورد عن النبي الأعظم (ص): إِيَّاكُمْ وَ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّ لَهَا مِنَ اللَّهِ طَالِباً وَ إِنَّهَا لَتَجْتَمِعُ عَلَى الْمَرْءِ حَتَّى تُهْلِكَهُ. وفي هذا الصدد يقول الامام الباقر(ع): وَمِنَ الذُّنُوبِ الَّتِى لا تُغْفَرُ قَوْلُ الرَّجُلِ لَيْتَنِى لا أُؤَاخَذُ إِلاَّ بِهَذَا. وعن السيد المسيح (ع): بِحَقّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ صِغَارَ الْخَطَايَا وَمُحَقَّرَاتِهَا لَمِنْ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ يُحَقِّرُهَا لَكُمْ وَيُصَغِّرُهَا فِى أَعْيُنِكُمْ فَتَجْتَمِعُ فَتَكْثُرُ فَتُحِيطُ بِكُمْ.
وحصيلة ما تقدّم من روايات أن الدين يريد منّا نحن البشر تجنّب الذنوب حتى لو كانت صغيرة؛ لان الذنب يفسد الروح والانسانية.

No Comments

Post A Comment