Loader

تقرير عن صلاة الجمعة في مركز الثقافة الاسلامية في فرانكفورت بتاريخ 22.10.2021

أفاد القسم الإعلامي في مركز الثقافة الاسلامية في فرانكفورت بأن صلاة الجمعة أقيمت هذا الأسبوع المصادف 22.10.2021 في قاعة الاجتماعات، بإمامة د. الشيخ حيدر الساعدي، وضمن الالتزام بالإرشادات الصحية.
أشار في الخطبة الأولى إلى ان الانسان يمكن أن يمر بمنعطفات وتقلبات مختلفة في حياته، وقال: وهنا أمام الفرد خياران، إما أن يستسلم لما يحيط به من ظروف أو يتجاوز ذلك ويستعين بما يساعده على شق طريقه والسير نحو هدفه. وبالطبع لابد من التغلب على ما يُعيق الانسان عن الوصول إلى أهدافه من خلال الإدارة الذاتية، وهنا يحدثنا القرآن عما يساعد الانسان في إدارة أموره بنفسه والتغلب على المصاعب، ألا وهو الصبر. والصبر حالة معنوية ممزوجة بروح الثبات والاصرار تملأ روح الانسان.
وبيّن في تعريف الصبر: فالصبر ليس معناه الاستسلام أو الرضوخ، بل هو روحية الجهد المضاعف ومقاومة الظروف حتى الوصول إلى الهدف. لذا يحدثنا القرآن الكريم إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا، فالصبر عند العشرين والمئة في الآية ليس معناه الخضوع والتخلي عن الأهداف، بل العمل الجاد ومقاومة الظروف والأحداث العاصفة من أجل الوصول إلى الهدف السامي. وفي آية أخرى يعتبر القرآن الفلاح والوصول إلى الهدف نتيجة الصبر، حيث يقول تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، فالوصول إلى الهدف مشروط بالصبر كما هو مفهوم هذه الآية. بل يحدّثنا القرآن الكريم عن مراتب عالية مادية ومعنوية لا يصلها إلا الصابرون، فقيادة المجتمع ولعب دور اجتماعي فيه يمر عبر قناة الصبر، وهنا يقول تعالى: وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون، فوصولهم لمرحلة القيادة الإلهية لامتلاكهم صفة الصبر واليقين بالله تعالى.
وقال خطيب جمعة فرانكفورت في جزء آخر من هذه الخطبة: ويبيّن القرآن في آية أخرى أن الصابرين هم أصحاب النصيب الوافر من كمال الانسانية وخصال الخير كما في قوله تعالى: وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم، فالحظ العظيم إنما يوجد لأهل الصبر خاصة. لذا ورد عن الامام الصادق (ع) لا ينبغي لمن لم يكن صبوراً أن يُعد كاملاً.
وبيّن في القسم الأخير من الخطبة الأولى أن الصبر وسيلة للتغلب وأداة للوصول للمراتب المعنوية والمادية السامية، وقال: فالصبر إذاً وسيلة التغلب على المصاعب ويجب ألا يستسلم المؤمن أمام المصاعب وعليه أن يواصل طريقه. ويتجلى الصبر في مجالات متعددة من مجالات الحياة كالجانب العلمي والعمل والتطور والابتعاد عن الذنوب وطاعة الله تعالى. وجاء عن أمير المؤمنين يقول فيه: علامة الصابر في ثلاث: أولها، أن لا يكسل، والثانية أن لا يضجر، والثالثة أن لا يشكو من ربه عزّ وجل.
وبعد التوصية بالتقوى قال مسؤول القسم العربي في مركز الثقافة الإسلامية في فرانكفورت: التقوى هي أن يقي الانسان نفسه من الذنوب بقوة العلاقة مع الله تبارك وتعالى، فكلما قويت العلاقة بالخالق جل وعلا ابتعد الانسان عن الذنوب. والارتباط الشديد بالله تعالى إذا وصل مرحلة القوة يحافظ على الانسان من الذنوب. ويتشكل من خلال هذه العلاقة قوة لدى الانسان يستطيع من خلالها التحكم برغباته.
وأشار حجة الإسلام والمسلمين في جزء آخر من الخطبة الثانية إلى ذكرى ولادة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) والإمام الصادق (ع)، وقال: وهذه الذكرى في الواقع سعيدة على البشرية جمعاء؛ لأنها ولادة الرجل العظيم الذي أنقذ الانسانية، واخرجها من الظلمات إلى النور. لا يشك المؤرخون للتاريخ البشري أن الانسانية عاشت فترة مظلمة قبل ظهور الاسلام، وشكّلت دعوة النبي الأعظم ولادة جديدة للإنسانية؛ لما قدمته من قيم ومبادئ سامية احيت الانسان وقضت على الخرافات التي سادت في العالم آنذاك.
وعدّ الاحتفال بولادة النبي الأعظم (ص) احتفال بقيم الانسان وانتصار العلم والعقل، وقال: ولا ينكر المنصفون دور النبي العظيم في تطور البشرية واحياء روح العلم والتنمية البشرية، كما لا ينكر أحد النتاج العلمي والثقافي الذي انتجه المسلمون ببركة وجود وبعثة هذا الرجل العظيم، وبذلك فإن للنبي العظيم فضل لا ينكر على الانسانية جمعاء. يضاف إلى ذلك الصفات الانسانية الكاملة للنبي محمد كالصدق والامانة والسعي لنشر السلم والأمان.

No Comments

Post A Comment