Loader
Freitagsgebet 18.11.2022 - نماز جمعه

تقرير عن صلاة الجمعة في مركز الثقافة الاسلامية في فرانكفورت بتاريخ 18.11.2022

أفاد قسم الاعلام في مركز الثقافة الإسلامية بفرانكفورت أن صلاة الجمعة أقيمت هذا الأسبوع 18.11.2022 في مسجد الامام علي (ع) الجامع في المركز، وقد أمّ جمع المؤمنين الحاضرين الشيخ محمود خليل زادة.
تناول سماحته في الخطبة الأولى موضوع أسماء وصفات الله تعالى، وأشار إلى تنزيه الصفات الإلهية، وتساءل عن كيفية فهم تلك الصفات، وهل نفهمها كما يتصف بها غيره تعالى؟ وأجاب قائلاً: يوجد لفظ ويوجد مفهوم ويوجد معنى، فاللفظ هو الهيئة المتكونة من حروف، فكلمة (علم) متكونة من عين ولام وميم. والمفهوم هو المعنى اللغوي لتلك الكلمة. والمعنى في الالهيات هو حقيقة ومصداق مغاير للفظ والمفهوم. فاللفظ والمفهوم يشيران إلى الحقيقة والمصداق ويشخصانه. الامر الآخر هو انه إذا كان للفظ معان متعددة واُطلق اللفظ بلحاظ كل معنى من تلك المعاني فإن ذلك هو المشترك اللفظي، مثل كلمة العين التي تطلق على العين الباصرة وعين الماء. وإذا كان للفظ مفهوم واحد ويطلق هذا المفهوم على موارد أخرى باعتبار نفس المفهوم فذلك هو المشترك المعنوي. مثل لفظ الحيوان الي يطلق على البقرة والغنم. اشارت بعض الروايات إلى العلاقة بين الصفات الإلهية وصفات الانسان، ونفت الشبه بين معاني صفات الله تعالى وبين صفات الانسان، وانما هي من قبيل الاشتراك اللفظي.
وبيّن خطيب جمعة فرانكفورت الفرق بين إطلاق تلك الصفات على الباري تعالى والانسان، وقال: الصفات الإنسانية هي صفات حادثة ومحدودة، وصفات الله تعالى ليست حادثة وغير محدودة. والفرق الاخر هو ان الصفات في الانسان زائدة عن ذاته، وتلك الصفات واحدة في الله تعالى وغير خارجة عن ذاته المقدسة. فحيثية العلم وحيثية القدرة في الله تعالى ليست منفصلة عن حيثية القدرة وهما بدورهما غير منفصلين عن حيثية الصفات الأخرى. وهذا بخلافه في الانسان، فواقع العلم غير واقع القدرة، وهما بدورهما غير واقع الحياة. الامر الاخر الذي يجب الالتفات إليه هو ان صفات الله تعالى عين ذاته، بمعنى انها غير منفصلة عن الله كما هو عند الانسان. فيمكن ان يكون الانسان عالما لكنه غير مختار ولا يختل تصورنا عن انسانيته. فالصفات وإن كانت بلحاظ المفهوم واللفظ واحدة لكن الصفات الإلهية مختلفة تماماً عن غيرها.
وبعد التوصية بالتقوى أشار مدير مركز الثقافة الإسلامية بفرانكفورت إلى ضرورة الاطلاع على أسلوب حياة الأنبياء في القرآن، وقال: تحدث القرآن عن إنجازات الأنبياء في طريق الرسالة، وذكر لنا عوامل ذلك، كالتواضع إزاء الآخرين وقد اشارت له الآية 63 من سورة الفرقان. تعامل الأنبياء مع الناس كواحد منهم، ولم يعتبروا أنفسهم أعلى من الآخرين. وحينما يتعامل الانسان مع الاخرين بهذا النهج يكسب ودهم ويحصل على المحبة الاجتماعية في الدنيا والرضا الإلهي في الآخرة. عامل النجاح الآخر في سيرة الأنبياء هو الالتزام بالأخلاق الحسنة في التعامل مع الآخرين، وقد أكدت الآية 159 من سورة آل عمران على هذا الموضوع. وتؤكد تعاليمنا الدينية على تأثير الاخلاق الحسنة في الآخرين حتى الذين يخالفونك الرأي. ومن عوامل النجاح الأخرى روح التغاضي والعفو عن الآخرين، وهذا يعلمنا إياه القرآن الكريم في الآية 199 من سورة الأعراف. وتعرض لنا الآية 128 من سورة التوبة عاملاً آخراً وهو تعاطف الأنبياء مع الآخرين. وتبيّن لنا الآية 51 من سورة غافر أهم تلك العوامل وهو عامل النصر الإلهي، فكلما احتاج الأنبياء إلى حجة ودليل من قبل الله تعالى في مسير رسالتهم أيدهم الله تعالى بنصره، وقد وعد الله تعالى الانسان بالنصرة في طريق الحق.

No Comments

Post A Comment