Loader

تقرير عن صلاة الجمعة في مركز الثقافة الاسلامية في فرانكفورت بتاريخ 17.12.2021

أفاد قسم الإعلام في مركز الثقافة الاسلامية بفرانكفورت بأن صلاة الجمعة أقيمت هذا الأسبوع المصادف 17.12.2021 ضمن الالتزام بالتعليمات الصحية الجديدة وبحضور جمع من المصلين وبإمامة الشيخ محمود خليل زاده.
واصل سماحته في الخطبة الاولى الحديث عن براهين اثبات وجود الله تعالى، فتحدّث عن برهان « نظم هدفية الوجود» أو «برهان الهداية» وقال في توضيحه: تارة يلحظ برهان النظم من زاوية تركيب واجزاء الموجودات، فيُستدل بذلك على وجود خالق ومدبّر، واخرى من زاوية هدفية النظم في الوجود فيُسمّى حينئذٍ برهان النظم الغائي أو برهان الهداية، ونتيجة البرهان في الحالة الثانية أقوى. إذا نظرنا إلى العالم نجده يحتوي على نظم في الخلق والتنسيق بالاضافة إلى خصوصية أهم وهي سير وحركة وهداية كل موجود نحو هدفه الخاص. هدف للموجود بحد ذاته، وهدف للموجود كجزء من العالم. ففي كل موجود يمكن ادراك وجود حركة نحو الكمال، وهكذا في الكون كمجموع فإن وجود نظام مستمر ودور كل مخلوق في استمراريته وحركته يشهد على أن الكون أيضًا هادف و يسعى بشكل متماسك للوصول إلى أقصى درجات الكمال في الحركة.
وبما أن الهدفية بحد ذاتها تحتاج إلى وجود شعور لا تستطيع المادة بحد ذاتها توفيرهما، فلابد من وجود حقيقة ذات علم ووعي كبيرين جعلت عالم الوجود يسير نحو هدفه بانتظام ودقة، وهذه الحقيقة هي وجود الله تعالى.
وبيّن خطيب جمعة فرانكفورت ان برهان الهداية برهان مستقل وله أساس قرآني ويدل عليه العقل والآيات القرآنية، وأضاف: الاستدلال على وجود الله تعالى من خلال النظم في الموجودات والهداية أسلوب معروف في القرآن ومعتمد من قبل الانبياء. وقد بيّن القرآن الكريم هذا المنهج في آيات متعددة نشير إلى بعضها:
النموذج الأول الآية 50 من سورة طه:« رَبُّنَا الَّذِی أَعْطى کُلَّ شَیءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى » فالنبي موسى (ع) في مقام وصف الله تعالى حينما طلب منه فرعون ذلك بالاعتماد على نظام الخلق وهداية المخلوقات، فيُعلم أن مرحلة هداية ظواهر العالم بعد مرحلة الخلق، والهداية تحتاج إلى هادي وهو الله تعالى.
وفي جزء آخر من الخطبة أشار إلى الآية 78 من سورة الشعراء حيث يقول تعالى: « الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ » وبيّن ان الآية تحكي استدلال النبي ابراهيم (ع) في نقاشه لعبدة الاصنام، واستدلّ على وجود الله من خلال الخالقية والهداية الإلهية. وهنا نلاحظ أن النبي ابراهيم(ع) فرّق بين الخلق والهداية والله تعالى هو الهادي للانسان في مسيرته. ونقرأ كذلك في الآیه ۲ و ۳ من سوره الاعلی: « الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى، وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى» فالآية إلى مراحل الخلق الأربع والهداية هي المرحلة الرابعة وتنسبها إلى الله تعالى. وتكمن اهمية الاستدلال بالخلق والهداية وقوته في وجود أمور عجيبة تقع في طريق هذا الاستدلال يدركها من خلال المشاهدة والاطلاع التام، ومن جهة أُخرى لايوجد طريق سعادة للانسان وهدايته من دون الهداية الإلهية.
وأشار مدير مركز الثقافة الاسلامية بفرانكفورت في الخطبة الثانية إلى دور التقوى في تسهيل مسيرة الانسان نحو الله تعالى ودعا إلى الالتزام بتقوى الله عز وجل. ثم اشار الى أيام شهادة الزهراء (ع) على اساس رواية الخمسة وسبعين يوم، وقال: يصادف يوم السبت شهادة الزهراء على رواية. الزهراء بنت النبي الأعظم (ص) وثمار تربيته المباركة وامرأة عظيمة ونموذج الانسان الكامل وقدوة للبشرية جمعاء.
لقد كابدت بعد رحلة ابيها مصائب كثيرة، فبالاضافة إلى فراق النبي تعرّضت لحوادث صعبة ولا انسانية ضدها وضد زوجها وضد الاسلام، و تحمّلت ظروف المرض. ورغم ضعف بدنها رضيت برضى الله ولم تشتك من المرض. اسال الله تعالى أن يشملنا بشفاعتها.
واستمر الشيخ خليل زاده في الخطبة الثانية بالحديث عن المسائل ذات الارتباط بالاسرة، وقال: تتألف الاسرة من شخصين على الاقل، وإلى جانب العلاقة العاطفية والحب بينهما يتمتع الزوجان بحقوق اخلاقية وفقهية ووظائف متقابلة تمثل رعايتها ضماناً لحياة هادئة على المستوى الانساني والعاطفي والاخلاقي. ومن تلك الحقوق التي يشترك فيها جميع افراد الاسرة حق حسن المعاشرة، بمعنى يجب على الزوج والزوجة معاشرة بعضهما البعض وبقية افراد الاسرة بأحسن معاملة. وقال في توضيح حسن المعاشرة: هي ان يعيش الزوج والزوجة باخلاق وعلاقة حميمة وسلام، ويتجنبا الجدال والاهانة والشتائم. والحديث عن المعاشرة الحسنة والسيئة حديث طويل يحتاج إلى بحث مفصل، لكن بشكل عام يمكن القول ان حسن المعاشرة تجنّب كل ما يُعتبر اهانة وتحقير من ناحية اجتماعية. ومن المصاديق التي تتضاد مع حسن المعاشرة ترك الاسرة أو البيت، أو عدم أخذ رغبة شريك أو شريكة الحياة بعين الاعتبار. وإذا لم يتوفر حسن المعاشرة لا يمكن تصور العيش تحت سقف واحد. جاء عن النبي الاعظم (ص): أحسَنُ النّاسِ إيماناً أحسَنُهُم خُلُقاً و ألطَفُهُم بِأهِلهِ.

وفي جزء آخر من الخطبة الثانية أشار خطيب جمعة فرانكفورت إلى بعض نماذج حسن أو سوء المعاشرة وقال: جاء عن النبي الاعظم: من کان له امرأة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من عملها حتي تعينه وترضيه وإن صامت الدهر … وعلي الرجل مثل ذلک الوزر والعذاب إذا کان لها مؤذيا ظالما.
وأيضا: ألا وإن الله ورسوله بريئان ممن أضرّ بامرأة حتى تختلع منه. وعن الامام الصادق (ع): ملعونة ملعونة امرأة تؤذي زوجها وتغمه، وسعيدة سعيدة امرأة تكرم زوجها ولا تؤذيه وتطيعه في جميع أحواله.
وأشار في نهاية الخطبة إلى أهمية الفهم الصحيح لروايات أهل البيت (ع)، وقال: رغم ان بعض الروايات ـ وفقاً لمناسبات المكان والمخاطب ـ ناظرة الى حقوق الرجل على المرأة، لكن الآية 288 من سورة البقرة تقول: ( ولهن مثل الذی علیهن بالمعروف). فللمرأة حقوق وعليها واجبات. وهناك روايات كثيرة تؤكد على ضرورة حسن المعاشرة بين افراد الاسرة وتنصّ على انه من الشروط الايمانية.

No Comments

Post A Comment